الثلاثاء 26 نوفمبر 2024

خالتي بقلم ايمان فاروق

انت في الصفحة 40 من 58 صفحات

موقع أيام نيوز

كبريائه جعله يترفع عن محاولة الإتصال بها حتى يطمئن عليها هي وابنائة ولذلك قرر ان يرسل رسلة الى والديه يخبرهما بعودة الصغار برفقة أمهم وأنه سيلحقهم في وقت لاحق.
مما جعل الأم تحاول التواصل مع زوجة ابنها
. . . . . . . . . . . .
صدمة عارمة قابلتها فور وصولها لمنزل غاليتها ..ظنت انها ستكون في انتظارها فمن المؤكد أن اخيها ابلغها وهى الأن تستعد للمقابلة الحميمية ..فحنان الام لا يقدر بثمن فهى مهما تخطت اعوام واعوام فوق عمرها ستظل تريد الارتواء من حنان وعطف أمها وستظل طفلة في حضرة تلك الجنة المهداة لها ..توجهت رهف الى مدخل البناية في
لهفة وهى ترفع رأسها عاليا تود أن تلمح غاليتها من الشرفة ولكنها عكست توقعها فهى دائما تكون في انتظارها وتطل عليهم من خلال الشرفة الخاصة ببيتهم .ولكنها خزلت الأن مما جعل نابضها ينقبض خيفة من أن تكون اصابها مكروه او تعرضت لوعكة صحية جعلتها قعيدة الفراش وضعت يدها على صدرها وهى تدعوا الله أن تتمتع امها بصحة جيدة وان لا تكون في مواجهة لشړ ما وتقدمت بسرعة لأعلى لتتفاجأ بالجميع الا هى مما جعلها تهتف قائلة فين ماما ياأبتهال ..راحت فين ..حد يفهمني إيه اللي حصل .
ماما سابت البيت يارهف ..سابتنا قبل منسيبها احنا السبب قالتها أبتهال وهى تزرف الدمع پبكاء مرير ومن بين شهقاتها .
ليتدخل أخيها كمال في الحوار حتى يهدي قليلا من حالتهم تلك فرهف شاركتها النواح هى الاخري مما جعله يتمتم خالاص يابنات ان شاء الله هنلاقيها بس لازم نهدى علشان نعرف نفكر .
رهف وهى تتوجه نحو أشقائها الثلاثة الذين يقفون كما لوكانو غارقين يو
ون ان ينهاروا كشقيقتيهم ولو ان بكاء الرجال يعد من العيب لكانوا تسابقو معهن في نواحهن وزادوا بكاء ولكن هم رجال وعليهم الوقوف بثبات حتى يستطيعوا التفكير جيدا لربما يجدون خيط يصلهم لتلك الغالية التي فضلت الرحيل عنهم قبل أن يفعلوها هم بها. 
تجلس في بكاء فوق فراش امها في اڼهيار من الصدمة التي قابلتها فور قدومها و الجمتها من ان تتفوه باي كلمة..فهى ظنت ان بقدومها ستنعم بالراحة والطمأنينة في حمايتها فتقدم نحوها الصغار لتحتويهم هى بين احضانها .. ليغفو على صدرها لتعدل في جلستها وتدثرهم على الفراش بعد ان عدلت نومتهم بجانبها وتنهض لترى ما توصلو اليه أخواتها فهى الى الأن لم تتطرق معهم في هذا الامر ولكنها علمت من خلال الحوار الذي دار بين اخويها وزوجاتهم ومن حوار اختها وهى تسرد لهم خلافها مع زوجها ولكن وضعها هى الأخرى مع زوجها جعلها تصمت فهى ليس لديها حظ افضل منهم ولكن خلافها مع زوجها لم يكن بسبب أمها ولكن هى بشړ لقد عانت الكثير معه وهى تريد أن تستشعر الأمان والدفئ بين أهلها وخاصة بين أحضان امها ولكن اين هى الأن ..هذا الأمر الذي جعلها تنهض لتتوجه اليهم بالخارج ليستوقفها رنين جوالها لتجد رقم ام زوجها وترفعه اليها مرحبة بتلك السيدة التي تكن لها فائق الاحترام والتقدير اهلا وسهلا ياتنط ..اذي حضرتك وعمي .
اجابتها السيدة بحبور وبنبرة معاتبة الله يسلمك يا مرات ابني ..مش انا بقيت تنط ..لكن ماشي حمدالله على سلامتك انتي والولاد عاملين ايه مع انكم معرفتونيش ميعاد وصلوكم علشان اكون في استقبالكم انا ھموت يابنتي على ريحة ناديم فمتستخسريش فيا اني اتملى بشوفتكم واشم ريحة ابني فيكم .
لمست تلك الكلمات شئ في داخلها فجعلتها ترتجف من توسل هذه السيدة التي استشعرتها امها في هذه اللحظة جعلتها تبكي لتسرد لها مأساتها مع ابنها منذ أن ذهبت معه الى تلك الدوله الغريبة ومعاناتها معه في اقناعه للعودة وحالة الاكتئاب التي اصابتها وصد زوجها لها وتعنته أمامها مما جعلها تقرر العودة لتقابلها امه پبكاء احر على قسۏة ولدها لتطيب خاطرها بكلماتها الحنونه وتدعوها للمكوس معها بعد أن تتشبع من احضان غاليتها لتسرد لها مرة أخرى مر ما رأت منذ عودتها والله ياماما امي سابت البيت ولسه مش عارفه عنها حاجة وباين كده أن اخواتى كمان قلبهم قسي عليها ذي ناديم مقسى قلبه علينا ودا خلاها تسيبهالهم البيت وقلبي واجعني عليها قوي.
أجابتها الأخرى بحنو ومؤازرة لها ربنا يطمن قلبك عليها يابنتي وتطمنيني عليها واكيد مامتك عاقلة وليها حكمة فالي عملته ..اما ناديم فدا سيبيه عليا .
رهف بإمتنان بعدما استمدت قوتها من تلك السيدة المكلومة بجفاء ابنها وتعتبرها كما لو كانت صديقة لها فأم نديم تشابه أمها في حكمتها وحنانها فتمتمت اليها شاكرة دعواتك معايا ياتنط وربنا يهدي ناديم ويرجعهولك بالسلامة لكن انا خلاص شلته من حساباتي .
تعاودها الأخرى بعتاب محمل بالشفقة اخص عليك يارهف ..ليه تقولى كده .. انا عارفة ان ابني متملك ومبيفكرش غير في نفسه لكن والله مافي احن منه
واكيد انت عارفة كده ..بس انا عزراكي .
رهف من بين بكائها وهى تتذكر قسوته عليها وعدم الاهتمام بمشاعرها المتعبة والله ياماما ڠصب عني ..نديم كان قاسې قوي وهو الي كان السبب في الانفصال مابينا لما هددني اني لومشيت يبقى كل الي بينا انتهى ..وانا كنت في حالة صعبة مقدرتش اتحمل اكتر من كده .
الام بحنو صادق طب معلش ..حقك عليا انا ياعين امك ..وانا ملزمة اني ارده في غلطه كمان بس دلوقتي ركزي مع اخواتك انكم تلاقو الست فريدة وتسترضوها لأنها غالية عليا قوي .
انقطع الإتصال بينها وبين زوجة ابنها البائسة بعدما ودعتها الاخرى وتواعدت معها بلقاء قريب حتى تستنشق عبير ابنها في رائحة صغاره وتوجهت بعدها لتشكو فعل ابنها لأبيه قائلة شفت ابنك وعمايلة يابو ناديم ..ادي أخرة دلعنا فيه .
ليقاطعها الأب بهدوء متلمثا يدها ليحثها على الجلوس بجانبه طب بس الأول اهدي كده واقعدي هنا جمبي ..انتي هتفضلي كده حمقية ..والاهتتفقى انتي ومرات ابنك عليه.
رمقته السيده بطرف عينيها معاتبة له بقى انا بردوا هتفق على ابني والا أنت الي بدفاعك عنه على طول ومساندتك ليه خليته ميفكرش غير في نفسه واخر المتمة يرمي بنات الناس في الغربة ويرجعها بعيالها مکسورة الخاطر ودا كله علشان بتقوله ان امها واهلها وحشوها .
استنشق الأب الهواء وزفره في ضيق فهو يعلم خطئ ابنه الفادح فلا يصح مهما كان ان يفعل هكذا مع زوجته كيف له ان ېحطم جدار حياته الشخصية هكذا ..كيف له ان يقسو على زوجته ولا يكون لها درع واق من تقلبات الزمن فهى بالأمس البعيد ضحت من أجله وقررت المغادرة معه وتحملت عناء السفر وجاهدت هناك ولكن آن الوقت للعودة فليس للعمر بقية وهى بشړ تخاف ان تأكلها الأيام وتحرم من أحضان امها ولكن ابنه يحمل قلب قاس وهو يخشى ان يفارق الحياة دون ان ينعم برؤياه فأذا عليه الاتحاد مع زوجته ليعود ابنهما من جديد حتى يجمع شمل أسرته ليتفق معها على أمر ما لتقف أمامه قائلة لا بعد الشړ
39  40  41 

انت في الصفحة 40 من 58 صفحات