الأربعاء 27 نوفمبر 2024

خالتي بقلم ايمان فاروق

انت في الصفحة 47 من 58 صفحات

موقع أيام نيوز

على ما يرتاح .
أومت له بالموافقة لتقوم بالدعاء له فهو رجل كريم ذو رحمة بمن حوله لتتمتم قائلة ربنا يخليك لينا يا ابونديم وميوجعش قلبي عليك ابدا .. انا عارفة انك راجل كريم وعمرك مهتكسفني علشان كده اول مقلتلي تعالى قلتها انا جايه على طول ..ربنا يسترك ياشيخ .
ابتسامه احتلك محيا هذا الرجل العجوز الذي اشرق وجهه لمجرد ان رأي السعادة على وجه زوجته التي تتمتم له داعية لأنه جبر خاطرها واعانها على بر صديقة لها ولم يقف عائق امام سيدة ضعيفة لا تجد مأوي غير بيت ابنه الذي مازال باسمه هو فأبو نديم هو المالك لتلك الشقة التي يسكن بها ابنه لذلك ظنت انه سيغضب قليلا من هذا الأمر مما جعله يهتف قائلا وهو هو يحثها على المضي قائلا يالا ياحجة الست تلاقيها مستنياكي وحالتها وحشة ..اتوكلي على الله وانا كمان هشوف المشوار بتاع ابنك حسام هو كمان لأنه كمان زعلان مع مراته وقالى انه سيبلها البيت وقاعد عند واحد صحبه وهنتقابل على القهوة علشان نشوف الموضوع ده .. بصراحة مراته المرادي مش غلطانه وابنك بيتلكك .
ابتسامة عريضة ارتسمت على محياها فزوجة ابنها هى الاخرى كانت تتهمها بأختلاق المشاكل بينهم وها هى اليوم تقع معه في شړ أعمالها فهو اخيرا عرف حقيقتها ولكنه بدأ يأخذ مسار خطئ فلا يصح أن يصل به الحال ويمد يده على زوجته اي ان كان الأمر مما جعلها تهتف بسخرية ابنك دا يا ابيض ..يا غامق معندوش وسط ..ييسيبلها الحبل على الغارب يا أما يمسك لغاية ميخنقها وكمان بيزيد المبلة طين ويمد ايده عليها ..عرفة ان كده عيب وغلط ..بنات الناس مش لعبة عندنا ..كل واحد يلعب بيها ويهنها بالشكل ده ..مهما كانت غلطانه .. علشان ربنا ميردهوش في عياله ..انهت حوارها معه وتوجها سويا الى الخارج ليصل بها الى بيت ابنهم الذي يقطن بنفس الحي الذي يسكنون به وتصعد هى لرفيقتها التي قابلتها بترحاب ويتوجه هو الي حيث وجهتهة ليقابل ابنه الذي يبدوا عليه الارهاق مما جعل قلبه ينفطر عليه ليتواصل معه ويعينه على هذا الامر الذي يؤرقه ويصتحبه الى منزله حيث زوجته التي بالقهر منذ ان مد يده عليها.. وتتواصل هى مع زوجه ابنها رهف عبر الرسائل لتخبرها بأسلوب غير مباشر ان لديها اخبار مهمة وتطالبها بالحضور لمنزلها في اقرب وقت وهى ستكون في انتظارها هناك . 
يفترش كل منهم مضجع يتكئ عليه بأهمال بعد ان انتهو من سرد كل ما يحملون من أوجاع لربما يتخلصون من ألامهم لتسرد عليهم أبتهال قصتها هى الأخرى ومعاناتها مع زوجها وتخبرهم رهف بأمرها هى الأخرى انا كمان رجعت ومش ناوية ارجع لناديم تاني لأني خلاص مبقتش قادرة اعيش بعيد عن ماما.. ولازم نشوف اي خيط يوصلنا ليها لأن لو ماما مرجعتش مش هاسمحكم ابدا على اهمالكم فيها وأكملت بجدية بعدما مسحت عبراتها التي انسالت فور حديثها بيدها كالاطفال انا هروح لبيتي ومش هدخل البيت ده ولا هعرفكم الا بعد ماما ترجع وتسامحكم على الي عملتوه .
ليتحد الإخوة الخمسة لأول مرة بعد اعوام كثيرة متفرقين برغم انهم من كف واحد ولكن هم اليوم سيجتمعون على أمر واحد هو العثور على امهم ..لن يهدأ لهم بال الا عند عودتها اليهم مجددا ..ليجدو صغيرتهم التي وقعت تحت انياب زوجاتهم تتخذ من الجدار مركزا تحتوي به فهى منذ ان علمت أمر هذه المؤامرة عليها وهى لم تتفوه ببنت شفة بل شلت من هول الصدمة ..كانت جالسة تبكي حالها فهى لم تحمل بداخلها لأي منهن ضغينة برغم حزنها منهن لما كانو يقترفوه من أفعال في حق تلك السيدة التي اغلى من امها الحقيقة فهى من
اشبعتها بحنانها وكانت لها أم بديلة ليتوجه اليها بعدما حثته ابتهال بالنهوض بالإشارة نحوها ليجثو بحانبها قائلا هيام ..انا أسف ..بس انا اتضحك عليا سامحيني يابنت عمي ..ڠصب عني كنت صيدة ساهلة ليهم .
هيام من بين بكائها وليه موجهتنيش ..ليه سكت وسبتهم ينهشو فيا من غير ماعرف او حتى ادافع عن نفسي .
سامحيني يابنت عمي ..قالها سامر بأسف وندم حقيقي لتجيبه هى بثقة بعدما استجمعت كلماتها من بين بكائها أسفه ياسامر مش هقدر اسامحك يابن عمي .. سكتت لكونها لن تستطيع التحمل فهو لن يغادر قلبها لتردف بعدما شاهدت البؤس يهاجمه ويتملك منه الا لو قدرت ...
ينبعث الأمل في روحه من جديد لتشرق في عينيه شمس ساطعة فتتحرك ملامحة الشاحبة لأخرى متفائله بما سترويه الا لو ايه ياهيام ..انا مستعد اكفر عن غلطي باي شئ .
هيام بصدق بعدما استقامت لتبتعد عن مواجهته انا مش عايزة حاجه غير أن ماما فريدة تسامحكم وترجع ودا شرطي علشان اسامحك.
سامر بعدما افترش وجهه بالسعادة طب ماما انا هقلب عليها الأرض لغاية مالقيها وأخليها تسامحني ..طب ودول انا مش ملزوم بيهم علشان اخليها تسامحهم ..كل واحد ادرى بغلطه ولازم يكفر عنه بطريقته .
هيام وهى تحرك كتفيها كالأطفال مليش دعوه انت وهما لازم تتشاركو وترجعوها والا ..
يتدخل كمال في الحوار قائلا يحزم خلاص مفيش والا ..ماما لازم ترجع ومحدش فينا هيسامح نفسه الا لما هى تسامحنا والټفت لأخيه الاوسط وهو يقول والا ايه يادكتور .
يجيبه الاخر وهو يضع يده فوق كتفيه بتأكيد طبعا لازم نرجعها ونخليها تسامحنا والا احنا الي عمرنا ماهنسامح نفسنا .
يقطع مجلسهم طرق واثق على الباب الذي يواري خيبتهم وفشلهم في العثور على غاليتهم ليهم اصغرهم بعدما كادت هيام ان تنهض ليمسك كفها لينهيها قائلا لا استي انت ..انا هقوم افتح الباب ليتفاجأ الجميع به يردف وهو يصطحب خلفه احد الأشخاص اتفضل كلنا جوا.
لتستعدل النساء من هيئتها مسرعة فكيف لأخيهم إدخال احد الغرباء على مجلسهم ليشاهدوا محمد يدلف منكس الرأس عليهم في صورة لم تعهدها هى عليه فبرغم حزنها منه فهى لم تستحسن صورته هكذا فزوجها شامخ ذو كبرياء ربما اخطأ ولكن هى لن تتمنى له الازلال ولكنها تتمنى له العودة المسار السليم .
ليرحب به الجميع بعد القاءالتحية منه ودعوته إلى الجلوس برفقتهم لينظف حنجرته المتحشرجة ليبداء في سرد روايته التي لا يظن انها سبب كاف لتسامحه زوجته فمبرراته هاويه بالنسبة لما هم فيه الأن فمن أجل انانيته هو واخواتها الرجال ضاعت منها تلك السيدة التي احسنت تربيتها في السابق وجعلته الأن يريد أن يجثو تحت قدميها يحثها على مسامحته والعودة له من جديد ..فبعد ما سرد من اعزار وابدى الندم على ما اقترفه في حق زوجته وتوضيح الصورة التي كانت في مخيلته بأن الأم مسئولية أولادها الرجال وان الزوجة ملك لزوجها ولحياتها فقط ولكن هو اقر بخطئه واعلن فوزها عليه فهى افضل منه بكرم أخلاقها واقفل حواره متمنيا يا ريت تقدرى تسامحيني يا ابتهال ..دا هيكون تفضل منك وصدقيني ربنا اخدلك حقك مني وذكر دون خجل موقف زوج أخته
46  47  48 

انت في الصفحة 47 من 58 صفحات