خالتي بقلم ايمان فاروق
يستنشق انفاسه من ريح طيبها الذي ذكرة بريحها ليتمتم انا حاسس اني شامم ريحة ماما هنا ..عندي احساس بالراحة قوي ونفسي اقعد معاكي اكتر من كده بس لازم انزل .
لتربت السيدة على يدة التي مازلت عالقة بيدها فهو منذ ان ولج وهو يتجول ببصره بصورة لا إرادية في وجهها كأنه يتمني ان تتحد تلك الرائحة مع ملامح من تسكن ذاكرته لتكون هى أمه التي يفتقدها نعم هو يتمنى ذلك واستشعرته تلك السيدة الحنون التي تمنت هى الأخرى بعناق مماثل لأبنها الغائب كان نفسي تقعد معانا شويه ياكمال يا ابني بس شكلك مرهق روح ارتاح وربنا بكرة هيجيب الخير كله ان شاء الله ..ليرحل كمال وتظل هى تنظر الى الخلاء في شرود لتسأل نفسها مجددا هل سيعود الغريب ليسكن قلبها الذي هجره منذ عدة سنوات ام انه سيظل هناك ويفضل جمع المال على مراسم ډفنها ..فحدثت نفسها بغمغمة استشعرتها رهف وهى تقول ياتري هتسبني اندفن من غير متودعني .
لتربت الأخري علي يدها في حنو طبعا يابنتي ..بس افتكرت ناديم والي عامله معانا ومعاكي ..صعب عليا كمال قوي حسيته هو.
تحدثت التي حضرت من الخلف وهى تتحدث بشوق وبصوت باكي جعل رهف تهوى عليه اذا كنت انا صعب عليا وكنت هطلع اخده في حضڼي ..
ماما ياقلبي انتي هنا ..انا مش مصدقة نفسي اني شفتك من تاني .. ربنا ميحرمني منك ياست الكل ..قلبي كان واجعني قوي ...قالتها رهف وهى ترتمي معانقة كطفلة هداها الله لأحضان أمها بعدما ضاعت منها سابقا ..وهى تتلثم يديها ووجها في قبلات متفرقة تحت انظار حماتها الباكية التي تشاطرهن تلك المشاعر الجياشة لتستكين رهف في أحضان أمها وهى تكمل ااه ياماما كنت
استوقفتها سوسن وهى تقول في عتاب مصطنع اه يااختي ..مرضتيش تيجي غير لما قلتلك ان المفاجأة تخص حبيبتك .
ابتسمت رهف لتلك السيدة الحنون التي تؤكد لها دوما انها مثل امها تمام فلذلك لجأت اليها فريدة في محنتها لتردف متمتة ربنا يخليكي ليا ماما سوسن انتي رجعتيلي النفس من تاني أول مقلتيلي كده حسيت براحه وخصوصا لما اكدتي عليا مقلش حاجة لأخواتي غير لما اقبلك .
تومي لها بلا وهى تردف لا مفيش بس صعبان عليا تنط وعمي ..ميستهلوش قسۏة ناديم عليهم ..جواهم حب لدرجة ان تنط قررت تلعب لعبة وتفول على نفسها بالمۏت علشان ترجع البيه ليا ولولاده ..وعمي قالي انه كان عايز يقول انه هو الي بعد الشړ يعني لكن هى رفضت علشان تعاقبه لأنه قسي عليا لما قلتله ارجع علشان كنتي وحشاني وعايزة اشوفك.
تنهدت فريدة زافرة بضيق لتردف بحزن يعني انا السبب فالي انتي وجوزك فيه ..حقك عليا بنتي.
تقابلها رهف بلهفة وحنين لا ياماما ..حقك عليا انا ..كان المفروض مسمعش كلامة من زمان دا لولاكي مكنتش كملت معاه لغاية دلوقتى ..لتستكين بين أحضان امها وتسرد لها ماكان من الأحداث التي دارت في يومها ..فكم احزنها ما سمعت عن أولادها وعن چريمة كنتيها في حق صغيرتها هيام ولكن اسعدها بعد تلك العقربة وعودة ابنها لحبيبته وحبيبتها من جديد ولكن كيف سيعيش صغار أولادها بدون امهاتهم ليتهن يتعلمن الدرس هن الأخريات .
باتت ليلتها تنظر في وجه امها الشاحب وهى ټلعن نفسها كم قاست على تلك السيدة الضعيفة كم كانت انانية.. فأمها اخفت عليها حقيقة مرضها بالاتفاق مع زوجها خشية على مشاعرها ..تنصلت من ماضيها الذي كانت تخجل منه لكونها فقيرة منبوذه من الجميع فتنمر الآخرين عليها جعلها ناقمة على حياتها السابقة بل جعلها تبتعد عن اي شئ يجعلها تفكر في الماضي..كم طالبت أمها بأن تترك هذا المكان الذي يأويها الأن ..تبكي مر الفقدان على فلذات كبدها الذي اصر والدهم على بقائهم معه ولم تستطع هى وقتها ان ترفض فكيف سيعيش صغارها في مكان مثل هذا فهى من الأساس كانت ترفض ان تأتي بهم الى منزل امها المكون
من غرفة وصالة تحت بير احد المنازل التي تقطن بحارة شعبية ضيقة ولكنها الأن تستشعر دفئة وهى تتذكر حنان والدها وحنو أمها الراقده على فراش المړض الأن .. فكم كانت دنيئة عاقة لها لتجثو أمامها لتقابل وجهها الراقد امي .. سامحيني انا مكنتش اعرف انك تعبانه قوي كده ..ليه مقولتليش ..ليه خبيتي عليا ..انا ياما قلتلك تعالى معايا وانتي الي كنتي بتصري انك تقعدي هنا لوحدك بعد ما اخواتي كل واحد شق طريقه في ناحية بعيدة عنك .
تبتسم الراقدة بحنو لها لتهمس بوهن طب اديكي جيتي دلوقتي لقيتي البيت مفتوح ..كنا هنروح