الأربعاء 27 نوفمبر 2024

خالتي بقلم ايمان فاروق

انت في الصفحة 49 من 58 صفحات

موقع أيام نيوز

يستنشق انفاسه من ريح طيبها الذي ذكرة بريحها ليتمتم انا حاسس اني شامم ريحة ماما هنا ..عندي احساس بالراحة قوي ونفسي اقعد معاكي اكتر من كده بس لازم انزل .
لتربت السيدة على يدة التي مازلت عالقة بيدها فهو منذ ان ولج وهو يتجول ببصره بصورة لا إرادية في وجهها كأنه يتمني ان تتحد تلك الرائحة مع ملامح من تسكن ذاكرته لتكون هى أمه التي يفتقدها نعم هو يتمنى ذلك واستشعرته تلك السيدة الحنون التي تمنت هى الأخرى بعناق مماثل لأبنها الغائب كان نفسي تقعد معانا شويه ياكمال يا ابني بس شكلك مرهق روح ارتاح وربنا بكرة هيجيب الخير كله ان شاء الله ..ليرحل كمال وتظل هى تنظر الى الخلاء في شرود لتسأل نفسها مجددا هل سيعود الغريب ليسكن قلبها الذي هجره منذ عدة سنوات ام انه سيظل هناك ويفضل جمع المال على مراسم ډفنها ..فحدثت نفسها بغمغمة استشعرتها رهف وهى تقول ياتري هتسبني اندفن من غير متودعني .
لتسكنها رهف بين أحضانها من الخلف لتربت عليها مهدهدة لترتمي الأخرى برأسها فوق صدرها في بكاء لتهتف لها في مؤازرة ياحبيبتي ياماما ..احنا لازم نكون جامدين قدام الولاد دول والا ايه ..مش دا كلامك ياجميل.
لتربت الأخري علي يدها في حنو طبعا يابنتي ..بس افتكرت ناديم والي عامله معانا ومعاكي ..صعب عليا كمال قوي حسيته هو.
تحدثت الأخرى من بين ضحكاتها والله كان قلبي حاسس انك هتكشفينا يا ريسة ..دانتي كنتي هتقري للواد بكل حاجة مع اول دمعة منه ..
تحدثت التي حضرت من الخلف وهى تتحدث بشوق وبصوت باكي جعل رهف تهوى عليه اذا كنت انا صعب عليا وكنت هطلع اخده في حضڼي ..
ماما ياقلبي انتي هنا ..انا مش مصدقة نفسي اني شفتك من تاني .. ربنا ميحرمني منك ياست الكل ..قلبي كان واجعني قوي ...قالتها رهف وهى ترتمي معانقة كطفلة هداها الله لأحضان أمها بعدما ضاعت منها سابقا ..وهى تتلثم يديها ووجها في قبلات متفرقة تحت انظار حماتها الباكية التي تشاطرهن تلك المشاعر الجياشة لتستكين رهف في أحضان أمها وهى تكمل ااه ياماما كنت
ھموت من خۏفي عليكي ..لغاية ماما سوسن بعتتلي الرسالة الي بتقولى حصليني على شقتك علشان عندي مفاجأة هتسعدك ولما فكرت ان ممكن....
استوقفتها سوسن وهى تقول في عتاب مصطنع اه يااختي ..مرضتيش تيجي غير لما قلتلك ان المفاجأة تخص حبيبتك .
ابتسمت رهف لتلك السيدة الحنون التي تؤكد لها دوما انها مثل امها تمام فلذلك لجأت اليها فريدة في محنتها لتردف متمتة ربنا يخليكي ليا ماما سوسن انتي رجعتيلي النفس من تاني أول مقلتيلي كده حسيت براحه وخصوصا لما اكدتي عليا مقلش حاجة لأخواتي غير لما اقبلك .
سحبت الهواء متنهدة فهى لم تريد أن تزيد الم صديقتها لذلك قررت أن تساعدها في هذا الأمر لتردف موضحة والله يابنتي مقصدت اني اخبي غير علشان اساعد والدتك على انها تعلمهم درس يمكن يخليهم يفوقو لنفسهم علشان ميقعوش في معصية ربنا ..واكملت متمنية ويمكن انا كمان أعلم جوزك درس يمكن يفوق لنفسه ويرجع لحضني انا وابوه الغلبان من تاني .
رهف بحزن جلى على محياها فور تذكرها موقف زوجها المتعنت بس متقوليش جوزي ياماما سوسن لو سمحتي ..انا هنا علشان خاطر الجميل ده وأشارت علي أمها لتستشعر حزن الأخرى لتقبل عليها بخزي وهي تحتضن وجهها بكفيها لترفعه عاليا بعد ان ۏجعها انكسار رأسها حزنا لما روته والله يا سوسو انا ماقصد ازعلك ..بس ابنك قسي عليا بالقوي .
ربتت السيدة سوسن عليها والتحمت فريدة هى الأخرى لتشاطرهم مشاعرهم وهمت بالحديث قائلة وبعدين بقى ياأم ناديم ..هو جبتك ياعبد المعين تعني ..لقيتك ياعبد المعين عايز تتعان ..واكملت وهى تربت على كتفي قرينتها وهى تقول روقي ..روقي وبكرة يرجع نادم على بعده عنك انتي وباباه ..لتنتهي بينهم فقرة التمني لتعتزر لهن ام ناديم حتي تترك لهن المساحة للأستفاضة بالقاء ما تخفيه كل منهن للأخرى بعد مغادرتها لزوجها الذي انتظر بالأسفل لأنه لن يستطيع أن يصعد على الدرج للدور الثالث الذي به شقة إبنه فهو يعالج من بعض الأمراض التي تصيب المفصل وتقرر رهف النزول إليه تقديرا له فهو جد أولادها وهى تعتبره اب ثان لها فهو دوما يشعرها بحنو أبيها الذي تفتقدة ليذهب بعدها بصحبة زوجته بعد أن أخبرها برسالة ابنه الذي قرر العودة من أجل مراسم تشييع جنازه أمه ..لتصعد الدرج مرة أخرى ولكن بحزن اكبر لتقابلها امها بهلع ظاهر إيه يارهف ..في حاجة حصلت تحت .
تومي لها بلا وهى تردف لا مفيش بس صعبان عليا تنط وعمي ..ميستهلوش قسۏة ناديم عليهم ..جواهم حب لدرجة ان تنط قررت تلعب لعبة وتفول على نفسها بالمۏت علشان ترجع البيه ليا ولولاده ..وعمي قالي انه كان عايز يقول انه هو الي بعد الشړ يعني لكن هى رفضت علشان تعاقبه لأنه قسي عليا لما قلتله ارجع علشان كنتي وحشاني وعايزة اشوفك.
تنهدت فريدة زافرة بضيق لتردف بحزن يعني انا السبب فالي انتي وجوزك فيه ..حقك عليا بنتي.
تقابلها رهف بلهفة وحنين لا ياماما ..حقك عليا انا ..كان المفروض مسمعش كلامة من زمان دا لولاكي مكنتش كملت معاه لغاية دلوقتى ..لتستكين بين أحضان امها وتسرد لها ماكان من الأحداث التي دارت في يومها ..فكم احزنها ما سمعت عن أولادها وعن چريمة كنتيها في حق صغيرتها هيام ولكن اسعدها بعد تلك العقربة وعودة ابنها لحبيبته وحبيبتها من جديد ولكن كيف سيعيش صغار أولادها بدون امهاتهم ليتهن يتعلمن الدرس هن الأخريات .
باتت ليلتها تنظر في وجه امها الشاحب وهى ټلعن نفسها كم قاست على تلك السيدة الضعيفة كم كانت انانية.. فأمها اخفت عليها حقيقة مرضها بالاتفاق مع زوجها خشية على مشاعرها ..تنصلت من ماضيها الذي كانت تخجل منه لكونها فقيرة منبوذه من الجميع فتنمر الآخرين عليها جعلها ناقمة على حياتها السابقة بل جعلها تبتعد عن اي شئ يجعلها تفكر في الماضي..كم طالبت أمها بأن تترك هذا المكان الذي يأويها الأن ..تبكي مر الفقدان على فلذات كبدها الذي اصر والدهم على بقائهم معه ولم تستطع هى وقتها ان ترفض فكيف سيعيش صغارها في مكان مثل هذا فهى من الأساس كانت ترفض ان تأتي بهم الى منزل امها المكون
من غرفة وصالة تحت بير احد المنازل التي تقطن بحارة شعبية ضيقة ولكنها الأن تستشعر دفئة وهى تتذكر حنان والدها وحنو أمها الراقده على فراش المړض الأن .. فكم كانت دنيئة عاقة لها لتجثو أمامها لتقابل وجهها الراقد امي .. سامحيني انا مكنتش اعرف انك تعبانه قوي كده ..ليه مقولتليش ..ليه خبيتي عليا ..انا ياما قلتلك تعالى معايا وانتي الي كنتي بتصري انك تقعدي هنا لوحدك بعد ما اخواتي كل واحد شق طريقه في ناحية بعيدة عنك .
تبتسم الراقدة بحنو لها لتهمس بوهن طب اديكي جيتي دلوقتي لقيتي البيت مفتوح ..كنا هنروح
48  49  50 

انت في الصفحة 49 من 58 صفحات